معالى وزير الاعلام , تحية طيبة وبعد , لعلك بخير ولا اعتقد انك بخير وماسبيرو الذى اصبحت مسئولاً عنه ليس بخير , مبنى عتيق لمؤسسة عريقة تمثل اعلام الدولة وتعيش فى الماضى شكلاً وموضوعاً . لم تركب قطار التحديث الذى تشهده الدولة فى معظم القطاعات , مازالت تعيش فى اعلام الانالوج ولم تعرف من الاعلام الرقمى الا الشاشة الاتش دى .
مؤسسة ماسبيرو التى تعتبر اكبر مؤسسة اعلامية فى العالم العربى تعانى من تخلف شديد فى اللحاق بركاب العصر والسبب ليس كما يبدو للجميع فى الديون الثقيلة او العجز المالى ولكن السبب فى الخواء الادارى وانعدام الرؤية المستقبلية للاعلام الجديد . ماسبيرو بجميع قنواته واذاعاته هو ثروة حقيقية لمن يملك الرؤية والبصيرة ولكن الواقع انه لا توجد رؤية لدى مسئوليه للمستقبل او اى اشارات لقدرتهم على التعامل مع التحديات الاعلامية الحالية او بناء شئ للمستقبل .
اعمل مراسل لاذاعة وسط الدلتا فى محافظة الشرقية وهذة الاذاعة لا يتخطى ارسالها جدران المبنى الذى تبث منه ولا توجد اشارتها على النايل سات , وهذة حقيقة يعلمها جميع مسئولى ماسبيرو ورغم الشكاوى المتكررة لا يوجد مجيب , يمكن التغلب على هذة المشكلة بالاعلام الرقمى وانشاء موقع الكترونى وقناة للبث المباشر على اليوتيوب ولكن الاعلام الرقمى مستبعد من اجندة مسئولى ماسبيرو وما ينطبق على اذاعة وسط الدلتا ينطبق على جميع الاذاعات والقنوات فى ماسبير . وقام مسئولى ماسبيرو بخدعة كبرى اسموها الموقع الموحد لماسبيرو وهو موقع الكترونى يقزم جميع القنوات والاذاعات فى مواقع واحد . والحقيقة انهم خدعوا انفسهم بنسخ تجربة موقع هيئة الاذاعة البريطانية BBC رغم الاختلاف الكامل بين البى بى سى وماسبيرو فى عدد القنوات والاذاعات وان ما قاموا بنسخه هو فقط موقع الخدمة العربى لهيئة الاذاعة البريطانية وان جميع خدمات الى بى بى سى لها مواقع الكترونية ولها بث ومنتج رقمى . لذلك اصبح الموقع الموحد لماسبيرو هو حصان طروادة العصر الحديث الذى هزم صاحبه . فحجب الانتاج البرامجى وخدمة البث لماسبيرو وعدم تحويلها لمنتج رقمى فى قنوات متعددة تأخذ حصتها وتنافس فى ملعب الترافيك الاعلامى وتأخذ نصيبها من ارباح الاعلام الالكترونى يعتبر جريمة كبرى لاى صانع قرار فى مجال الاعلام حاليا , والجريمة الثانية لمسئولى ماسبيرو تتمثل فى عدم الاستغلال التجارى للعلامة التجارية لجميع قنوات واذاعات ماسبيرو بما يتناسب مع عراقة هذة القنوات , فاذاعات مثل القران الكريم وصوت العرب لهما شعبية كبيرة فى العالم الاسلامى والعربى ورغم ذلك لا وجود لهما فى الاعلام الرقمى يتيح لهما جنى ثمار هذة الشهرة THE BRAND , وينطبق ذلك على جميع الاذاعات والقنوات التليفزيونية لا يوجد منتج رقمى لها شبكة الانترنت . و ما يحدث فى جميع وسائل الاعلام الحديثة هو منافسة شرسة على تورتة الاعلام الرقمى والترافيك وذلك غائب عن ماسبير سواء وجود منتج رقمى للانتاج الضخم لقنوات ماسبيرو او وجود ادارة لتسويق هذا المنتج فهناك متخصصون محترفون فى التسويق الرقمى على الانترنت وذلك يختلف تماما عن التسويق التقليدى الذى يعتمد عليه مسئولى ماسبيرو .
هل ما هو مكتوب عاليه غير معروف او جديد , بالطبع لا , فيوجد فى ماسبيرو راديو مصر واذاعات النيل بها الكثير من التحديث والتطوير ولذلك فهى تحقق ارباح وقادرة على جذب المعلنيين . فلماذا يطبق النمط الادارى فى مكان ويترك فى الاماكن الاخرى .. لا اجد تفسير فلست بمسئول !
الان يتجه العالم بقوة نحو الانتاج الدرامى وصناعة المحتوى لدرجة ان شركات عالمية كبرى قررت الاستثمار فى هذا المجال مثل ابل وامازون , وماسبيرو العريق رائد صناعة الدراما العربية توقف عن الانتاج ولا ينتج منذ سنوات ومدينة الانتاج الاعلامى لا تنتج ايضا , وبذلك يتم هدر القيمة والشهرة الذى يحملها ماسبيرو فى هذا المجال .. فمن يحاسب المسئول عن ذلك ! . من يحاسب المسئول عن ضياع الوعى لدى الاجيال القادمة وهم يشاهدون محتوى تجارى مبتذل بلا اى قيم اخلاقية او تربوية .
منذ سنوات ظهرت برامج تلفزيون الواقع فى الخارج وتم نسخ بعضها فى لبنا فى تقديم محتوى لا يتناسب مع القيم الشرقية , ولم يفكر صناع الدراما او المحتوى العربى فى صناعة برامج لتلفزيون الواقع بالقيم الهادفة التى تقدم نموذج للاسرة المترابطة و العمل باخلاص و القيم التى تساعد تنشئة صحيحة للاجيال القادمة . اين ماسبيرو من ذلك ! اين مدينة الانتاج الاعلامى ! . اذا كانت الاعذار المحفوظة بعدم وجود تمويل للانتاج فالمؤكد انك مطلع على الافلام التى تنتج بميزانيات منخفضة ولكن بافكار قوية تساعد على نجاح وانتشار هذة الافلام .
معالى وزير الاعلام ,المشكلة فى ماسبيرو ليست فى العاملين به ليتم معاقبتهم بالحرمان من حقهم فى العلاوات و الترقيات التى اقرتها الدولة , وهو المكان الوحيد فى الجمهورية الذى لم ينفذ قرارات رئيس الجمهورية الخاصة بالرسوب الوظيفى ومازال العاملون به لم يأخذوا درجاتهم التى اقرها القانون . ومازال من يديرون ماسبيرو يتفننون فى توقيع الجزاءات على العاملين بحق او بدون حق , فيكفى انه تم الخصم منى لشهرين متتاليين بدون اى وجه حق بسبب وجود لوائح جامدة تتيح مساواة من لا يعمل بمن يعمل . مع العلم انه لم يتم توقيع اى جزاء او خصم خلال عملى المهنى الا من خلال هذا التلاعب ,وعملى بضميرخالص لله يحمينى من الكثير . .
معالى وزير الاعلام , المشكلة فى ماسبيرو ان من يديرون لا يديرون من خلال بروتوكول اعلامى معروف به مهام وواجبات كل فرد , ولكن يديرون من الفراغ وبتعليمات شفوية غير مكتوبة , حيث ان بعضهم لا يعلم ما وظيفة المراسل او المخرج او المعد , وتحدث كثير من المشاكل لعدم وعى بعض المديرين بمهامهم الاعلامية حيث لا يشغلهم الا افتعال المشاكل مع مرؤسيهم دون وجود اى تطوير حقيقى قدر حرصهم على وجود " شكل " للتطوير "
معالى وزير الاعلام , ماسبيرو يحتاج لفيضان يطهره من الفساد الادارى وندعو الله ان يرزقنا بهذا الفيضان ليتطهر ماسبيرو ويعود لصدارة المشهد الاعلامى العربى باذن الله